لماذا يتحاور اثنان في مجلس فينتهي حوارهما بخصومة ...˓ ٭*
بينما يتحاور آخران وينتهي الحوار بأنس ورضا ..
إنها مهارات الحوار ...˓ ٭*
لماذا يخطب اثنان الخطبة نفسها بألفاظها نفسها .. فترى الحاضرين عند الأول ما بين متثائب
ونائم .˓ ٭*
.. أو عابث بسجاد المسجد .
. أو مغير لجلسته مراراًا.˓ ٭*
بينما الحاضرون عند الثاني منشدون متفاعلون .. لا تكاد ترمش لهم عين أو يغفل لهم قلب ..
إنها مهارات الإلقاء .˓ ٭*
.˓ ٭*
لماذا إذا تحدث فلان في المجلس أنصت له السامعون .. ورموا إليه أبصارهم ..˓ ٭*
بينما إذا تحدث آخر انشغل الجالسون بالأحاديث الجانبية ..
أو قراءة الرسائل من هواتفهم المحمولة .˓ ٭*
إنها مهارات الكلام .˓ ٭*
لماذا إذا مشى مدرس في ممرات مدرسته رأيت الطلاب حوله .. هذا يصافحه ..
وذاك يستشيره .˓ ٭*
وثالث يعرض عليه مشكلة .. ولو جلس في مكتبه وسمح للطلاب بالدخول لامتلأت غرفته في لحظات .. الكل يحب مجالسته ..˓ ٭*
بينما مدرس آخر .. أو مدرسون .. يمشي أحدهم في مدرسته وحده ...˓ ٭*
ويخرج من مسجد المدرسة وحده .. فلا طالب يقترب مبتهجاً مصافحاً .
. أو شاكياً مستشيراً.˓ ٭*
ولو فتح مكتبه من طلوع الشمس إلى غروبها .. وآناء الليل وأطراف النهار .. لما اقترب منه أحد أو رغب في مجالسته .. لماذا ؟!!.˓ ٭*
إنها مهارات التعامل مع الناس ...˓ ٭*
لماذا إذا دخل شخص إلى مجلس عام هش الناس في وجهه وبشوا .. وفرحوا بلقائه .. وود كل واحد لو يجلس بجانبه ...˓ ٭*
بينما يدخل آخر .. فيصافحونه مصافحة باردة - عادة أو مجاملة .˓ ٭*
ثم يتلفت يبحث له عن مكان فلا يكاد أحد يوسع له أو يدعوه للجلوس إلى جانبه .. لماذا ؟!!.˓ ٭*
إنها مهارات جذب القلوب والتأثير في الناس ..
لماذا يدخل أب إلى بيته فيهش أولاده له .. ويقبلون إليه فرحين ...˓ ٭*
بينما يدخل الثاني على أولاده ..
فلا يلتفتون إليه ...˓ ٭*
إنها مهارات التعامل مع الأبناء ...˓ ٭*
قل مثل ذلك في المسجد .. وفي الأعراس .. وغيرها .˓ ٭*
يختلف الناس بقدراتهم ومهاراتهم في التعامل مع الآخرين ...˓ ٭*
وبالتالي يختلف الآخرون في طريقة الاحتفاء بهم أو معاملتهم ...˓ ٭*
والتأثير في الناس وكسب محبتهم أسهل مما تتصور ..!.˓ ٭*
لا أبالغ في ذلك فقد جربته مراراً .. فوجدت أن قلوب أكثر الناس يمكن صيدها بطرق ومهارات سهلة...˓ ٭*
بشرط أن نصدق فيها ونتدرب عليها فنتقنها ..
والناس يتأثرون بطريقة تعاملنا ..
وإن لم نشعر ...˓ ٭*
أتولى منذ ثلاث عشرة سنة الإمامة والخطابة في جامع الكلية الأمنية ...˓ ٭*
كان طريقي إلى المسجد يمر ببوابة يقف عندها حارس أمن يتولى فتحها وإغلاقها.˓ ٭*
كنت أحرص إذا مررت به أن أمارس معه مهارة الابتسامة ...˓ ٭*
فأشير بيدي مسلماً مبتسماً ابتسامة واضحة .. وبعد الصلاة أركب سيارتي راجعاً للبيت .˓ ٭*
وفي الغالب يكون هاتفي المحمول مليئاً باتصالات ورسائل مكتوبة وردت أثناء الصلاة ...˓ ٭*
فأكون مشغولاً بقراءة الرسائل فيفتح الحارس البوابة وأغفل عن التبسم .˓ ٭*
حتى تفاجأت به يوماً يوقفني وأنا خارج ويقول : يا شيخ ..! أنت زعلان مني ؟!
قلت : لماذا ؟.˓ ٭*
قال : لأنك وأنت داخل تبتسم وتسلم وأنت فرحان .. أما وأنت خارج فتكون غير
مبتسم ولا فرحان !!.˓ ٭*
وكان رجلاً بسيطاً .. فبدأ المسكين يقسم لي أنه يحبني ويفرح برؤيتي .˓ ٭*
فاعتذرت منه وبينت له سبب
انشغالي ...˓ ٭*
ثم انتبهت فعلاً إلى أن هذه المهارات مع تعودنا عليها تصبح من طبعنا .. يلاحظها الناس إذا غفلنا عنها .˓ ٭*
إضاءة ..
لا تكسب المال وتفقد الناس .. فإن كسب
الناس طريق لكسب المال ...˓ ٭*
بقلم د محمد العريفي ❤️
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق