حملة : التوبة
« بسم الله الرحمن الرحيم ».
الحمد لله الذي وسعتْ رحمتُه كلَّ شيء، وفتَحَ باب التوبة للمذنبين؛ للرجوع والإنابة إليه، ووعد بالمغفرة عبادَه التائبين، فهو القائل -
┄༻🎀༺┄
'
سبحانه -: {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}}
[التحريم: 8]،
┄༻🎀༺┄
'
وأشهد ألاَّ إلهَ إلاَّ الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، هَدَى الله به الخَلق، وأرشدهم به إلى طريق الفلاح في الدنيا والآخرة.
┄༻🎀༺┄
'
"التوبة"، وما أدراك ما التوبة؟!
تلك الرحمة التي امتنَّ الله بها على عبادِه المذنبين، فلا يقنَط المذنب ولا ييأس من رحمة الله التي عمَّتِ السمواتِ والأرض،
┄༻🎀༺┄
'
فقد فَتح باب َالتوبة أمامَ كلِّ عاصٍ ومذنب؛ فقال - سبحانه وتعالى -:
┄༻🎀༺┄
'
{{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}}
[الزمر: 53].
┄༻🎀༺┄
'
إنَّ الإنسان بطبيعته مخلوقٌ ضعيـف، يرتكب الأخطاء، ويقع في المحظورات، ويقترف المعاصي،
┄༻🎀༺┄
'
وذلك نتيجةَ الغفلة التي تستوْلي على قلبه، فتحجب بصيرتَه، ويُزيِّن له الشيطان سُبلَ الضلال، فيقع فيما حرَّمه الله عليه،
┄༻🎀༺┄
'
ومهمـا بلـغ الإنسانُ من التقوى والصلاح، فإنَّه لا يَسْلم من الوقوع في الأخطاء، ولا يُعصم من المخالفات،
┄༻🎀༺┄
'
فالمعصوم هو نبيُّنا محمَّد - عليه أفضل الصَّلاة وأزكى السلام - فهو القائل: ((( كلُّ بَني آدمَ خطَّاء، وخيرُ الخطَّائين التوَّابون))).
┄༻🎀༺┄
'
هذه الرحمة الربَّانيَّة من ربِّ البرية بعباده تتجلَّى في توبته على العاصي بعد عصيانه، والمذنب بعد اقتراف ذنوبه،
┄༻🎀༺┄
'
فرحمتُه وسعتِ البَرَّ والفاجر، بل وسعتِ السمواتِ والأرض؛ فقد قال - سبحانه -
┄༻🎀༺┄
'
{{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}}
[الأعراف: 156].
┄༻🎀༺┄
'
وفي الحديث: ( أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - رأى وأصحابُه أُمًّا تضمُّ طفلها إلى صدرها بكلِّ عطف وحنان،
┄༻🎀༺┄
'
فقال لأصحابه - رضي الله عنهم -: ((أتروْن هذه طارحةً ولدَها في النار؟)) قالوا: لا والله،
┄༻🎀༺┄
'
قال: ((لَلَّهُ أرحمُ بعباده مِن هذه بولدها)))؛
أخرجه البخاري (5540).
┄༻🎀༺┄
'
ومن رحمته - سبحانه وتعالى - فَتَحَ بابَ الأمل أمامَ العاصين والمذنبين؛ للتوبة والرجوع إليه - سبحانه -
┄༻🎀༺┄
'
فلم يكن الذنب مدعاةً للتمادي في الذنوب، ولم يكن لاقترافِ ذنب أن يُغلَق بابُ الرحمة والغفران.
┄༻🎀༺┄
'
يقول المصطفي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((( إنَّ الله - عزَّ وجلَّ - يَبسُط يدَه باللَّيل ليتوبَ مسيءُ النهار، ويَبسُط يدَه بالنهار ليتوبَ مسيءُ اللَّيل، حتَّى تطلع الشمس من مغربها)))؛ أخرجه مسلم (4954).
┄༻🎀༺┄
'
ومن هنا ندرك كرمَ الله، ومَنَّه على عباده بالتوبة عليهم في هذا التوقيت الخاص، بل هو - سبحانه - يتوب عليهم كلَّ ليلةٍ أو يوم.
┄༻🎀༺┄
'
ــــــــــــــــــــــــــــــ
{ أخي اختي:}
إنَّ العبد مأمورٌ بالتوبة حتَّى الممات، وإذا كانت التوبة طريقَ الطاعات والأعمال الصالحة، فهي تفتح للعبد أبوابًا من المحبَّة،
┄༻🎀༺┄
'
فهذا الطريقُ من أسرع الطُّرق إلى الله - تعالى - وهو يسمَّى بطريق الصبر، يسبق التائب بها السعادة.
┄༻🎀༺┄
'
فالتوبة التي يريدها الله منَّا، ويقبلها عنَّا، ويغفر بها لنا - هي التوبةُ النصوح،
┄༻🎀༺┄
'
التوبة الصادقة المخلصة التي يُبتغى بها رضا الله سبحانه.
┄༻🎀༺┄
'
توبة يرافقها العزمُ الأكيد على تَجنُّب الخطايا والذنوب.
توبة يُصاحبها العمل المخلص، والعبادة الخالصة لله سبحانه.
┄༻🎀༺┄
'
توبة تُحدِث تغيراتٍ في حياة المسلم، فتنقله إلى حياة الإيمان والعمل الصالح.
┄༻🎀༺┄
'
وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -
┄༻🎀༺┄
'
يقول: ((( قال الله - تبارك وتعالى -: يا ابنَ آدم، إنَّك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك على ما كان فيكَ ولا أُبالي،
┄༻🎀༺┄
'
يا ابنَ آدم، لو بَلغتْ ذنوبُك عَنانَ السماء ثم استغفرْتَني، غفرتُ لك ولا أبُالي،
┄༻🎀༺┄
'
يا ابنَ آدم، إنَّك لو أتيتَني بقُراب الأرض خطايَا، ثم لَقِيتني لا تشركُ بي شيئًا، لأتيتُكَ بقُرابها مغفرةً)))
؛ أخرجه الترمذي (3463).
┄༻🎀༺┄
'
فالأمَّة المحمديَّة أمَّةٌ مرحومة، بفضل الله وكرمه، الذي أنعم عليها برسولها - صلَّى الله عليه وسلَّم - سيِّد المستغفرين،
┄༻🎀༺┄
'
الذي كان يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثرَ من مائة مرَّة،
┄༻🎀༺┄
'
فهو إمامُ التائبين، الذي فضَّله الله وكرَّمه على الخَلق أجمعين، والأنبياء والمرسلين.
┄༻🎀༺┄
'
{فتُبْ إلى الله - أخي المؤمن وي اختي - واستغفرْه من كلِّ ذنب؛ إنَّه هو الغفور الرحيم.}
┄༻🎀༺┄
'
❀التائـبــــون هـم أحــب الخلــق إلى الله❀
والله أخبر أنه يحب التوابين ..
لكنه يبغض المعتدين الظالمين ..
وكم من عاصٍ يمسي ويصبح ضاحكاً ..وربه من فوقه يلعنه ..
والملائكة تبغضه ..والصالحون يدعون عليه .. والنار تشتاق إليه ..
أتم الله له سمعه وبصره .. وسلم له عقله وفكره ..فبارز ربه بالعصيان ..
وصار من أنصار الشيطان ..يعصي ولا يتوب .. ويتتبع الشهوات والذنوب ..عجباً .. ينعم الله عليك وتعصيه بنعمه ..
هب أنك كنت مشلولاً مقعداً .. أو مريضاً مجهداً ..أو مسلوب السمع والبصر .. فكيف يكون حالك ؟!
دخلت على مريض في المستشفى .. فلما أقبلت إليه .. فإذا رجل قد بلغ من العمر أربعين سنة ..
من أنضر الناس وجهاً .. وأحسنهم قواماً ..لكن جسده كله مشلولٌ لا يتحرك منه ذرة ..
إلا رأسه وبعض رقبته ..دخلت غرفته .. فإذا جرس الهاتف يرن .. فصاح بي
وقال : يا شيخ أدرك الهاتف قبل أن ينقطع الاتصال ..فرفعت سماعة الهاتف ثم قربتها إلى أذنه ووضعت مخدة تمسكها ..
وانتظرت قليلاً حتى أنهى مكالمته .. ثم قال : يا شيخ .. أرجع السماعة مكانها ..فأرجعتها مكانها ..
ثم سألته : منذ متى وأنت على هذا الحال ؟فقال : منذ عشرين سنة .. وأنا أسير على هذا السرير ..
وحدثني أحد الفضلاء أنه مر بغرفة في المستشفى .. فإذا فيها مريض يصيح بأعلى صوته ..
ويئن أنيناً يقطع القلوب ..قال صاحبي : فدخلت عليه .. فإذا هو جسده مشلولٌ كله ..وهو يحاول الالتفات فلا يستطيع ..
فسألت الممرض عن سبب صياحه .. فقال :هذا مصاب بشلل تام .. وتلف في الأمعاء ..
وبعد كل وجبة غداء أو عشاء .. يصيبه عسر هضم ..فقلت له : لا تطعموه طعاماً ثقيلاً .. جنبوه أكل اللحم .. والرز ..
فقال الممـــرض :
أتدري ماذا نطعمه .. والله لا ندخل إلى بطنه إلا الحليب من خلال الأنابيب الموصلة بأنفه ..وكل هذه الآلام .. ليهضم هذا الحليب ..
وحدثني ثالث أنه مرّ بغرفة مريض مشلول أيضاً .. لا يتحرك منه شيء أبداً ..
قال : فإذا المريض يصيح بالمارين .. فدخلت عليه ..فرأيت أمامه لوح خشب عليه مصحف مفتوح ..
وهذا المريض منذ ساعات .. كلما انتهى من قراءة الصفحتين أعادهما .. فإذا فرغ منهما أعادهما ..
لأنه لا يستطيع أن يتحرك ليقلب الصفحة .. ولم يجد أحداً يساعده ..فلما وقفت أمامه ..
قال لي : لو سمحت .. اقلب الصفحة ..فقلبتها .. فتهلل وجهه .. ثم وجّه نظره إلى المصحف وأخذ يقرأ ..
فانفجرت باكياً بين يديه .. متعجباً من حرصه وغفلتنا .. وشدة مرضه وحسن صحتنا ..
هذا حال أولئك المرضى ..
فأنت يا سليماً من الأمراض والأسقام .. يا معافىً من الأدواء والأورام ..
يا من تتقلب في النعم .. ولا تخشى النقم ..
ماذا فعل الله بك فقابلته بالعصيان ..
بأي شيء آذاك .. أليست نعمه عليك تترى .. وأفضاله عليك لا تحصى ؟
أما تخاف .. أن توقف بين يدي الله غداً .
.فيقول لك ..
يا عبدي ألم أصح لك في بدنك .. وأوسع عليك في رزقك ..وأسلم لك سمعك وبصرك .. فتقول بلى ..
فيسألك الجـــــبار :
فلم عصيتني بنعمي .. وتعرضت لغضبي ونقمي ..فعندها تنشر في الملأ عيوبك .. وتعرض عليك ذنوبك ..
فتباً للذنوب .. ما أشد شؤمها .. وأعظم خطرها ..أولها عناء .. وأوسطها بلاء .. وآخرها فناء ..
وهل أخرج أبانا من الجنة إلا ذنب من الذنوب ..
وهل أغرق قوم نوح إلا الذنوب ..
وهل أهلك عاداً وثمود إلا الذنوب ..
وهل قلب على قوم لوط ديارهم .. وعجل لقوم شعيب عذابهم ..
وأمطر على أبرهة حجارة من سجيل .. وأنزل بفرعون العذاب الوبيل ..إلا المعاصي والذنوب ..
قال الله :
{ فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } ..
ولا تعجب .. إذا عُذبت بذنبك في الدنيا ..
فمرضت في بدنك ..
أو ابتليت في ولدك ..أو خسرت في تجارتك .. أو ضاق عليك رزقك ..أو كثر عليك البلاء ..
ولم يستجب منك الدعاء ..فتتابعت عليك المصائب .. وأحاطت بك المتاعب ..
[قال الله تعالى ..]
{ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ } ..
┄༻🎀༺┄
وتوبـو إلـى اللّـه ..
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله ..
التوبة هي الرجوع عن معصية الله تعالى إلى طاعته.
التوبة محبوبة إلى الله عز وجل {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}
البَقـَـرَة، من الآية: 222
التوبة واجبة على كل مؤمن
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}
التّحـْـريم، من الآية: 8
التوبة من أسباب الفلاح {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} النـُّـور، من الآية: 31،
والفلاح: أن يحصل للإنسان مطلوبه وينجو من مرهوبه.
التوبة النصوح يغفر الله بها الذنوب مهما عظمت ومهما كثرت
{قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } الزُّمـَـر
لا تقنط يا أخي وياأختي المذنبه من رحمة ربك، فباب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها؛
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا"،
┄༻🎀༺┄
'
'
وكم من تائب عن ذنوب كثيرة عظيمة تاب الله عليه، قال الله تعالى
{وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلـهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا *}
{يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا *إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} الفـُـرقان
شروط التوبة
=======
لتوبة النصوح هي التي اجتمع فيها خمسة شروط:
الأول: الإخلاص لله تعالى؛ بأن يقصد بها وجه الله تعالى وثوابه والنجاة من عذابه.
الثاني: الندم على فعل المعصية؛ بحيث يحزن على فعلها ويتمنى أنه لم يفعلها.
الثالث:الإقلاع عن المعصية فوراً؛ فإن كانت في حق الله تعالى: تركها إن كانت في فعل محرم،
وبادر بفعلها إن كانت ترك واجب، وإن كانت في حق مخلوق: بادر بالتخلص منها إما بردها إليه أو طلب السماح له وتحليله منها.
الرابع: العزم على أن لايعود إلى تلك المعصية في المستقبل.
الخامس: أن لاتكون التوبة قبل فوات قبولها؛ إما بحضور الأجل أو بطلوع الشمس من مغربها
؛قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا؛ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ"رواه مسلم،
اللّهم وفقنا للتوبة النصوح. وتقبل منا إنك أنت السميع العليم.
.الزمـــــن الــــذي لاتقبــــل فيــــه التوبــــة :
1- وقت الاحتضار لانه اذ بلغت الروح الحلقوم لم تقبل التوبه.قال تعالى :
(وليست التوبه للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الئن)
2- اذا طلعت الشمس من مغربها.قال صلى الله عليه وسلم :
(من تاب قبل ان تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه)رواه مسلم.
الامــــور الصارفـــــة عـــن التوبـــــة :
1- الاعتماد على رحمة الله تعالى وعفوه مع الغفله عن عقابه.كقول كثير من المذنبين: الله غفور رحيم.
2- التسويف،وطول الامل ،وتاجيل التوبه الى حين الكبر.
3- الانهماك في متع الدنيا والغفله عن الاخره ونسيان الموووت.
4- استصغار الذنب واحتقاره وقول المذنب انا مافعلت شيئا ويرى فعله صغيرا لايؤاخذ عليه.قال ابن مسعود رضي الله عنه :
(ان المؤمن يرى ذنوبه كانه قاعد تحت جبل يخاف ان يقع عليه وان الفاجر يرى ذنبه كذباب مر على انفه فقال به هكذا)واشار الراوي بيده فوق انفه.
5- الاغترار بالحسنات التي يفعلها العبد ونسيان الذنوب.
6- مصاحبة المنهمكين في الذنوب ولو لم يكن فيها من المفاسد الا انهم يهونون الذنب بقولهم وفعلهم ويثبطون عن التوبه لكفى بها مفسده.
7- ظن المسرف على نفسه ان الله لايقبل توبته.وانه لابد من ان يعذبه وهذا تسويل الشيطان للمسكين وهو قنوط من رحمة الله تعالى.
┄༻🎀༺┄
ياصاحب الخطايا.أين الدمــــــــــوع الجاريه؟،✿
يا أسير المعاصي ابك على الذنوب الماضية ،✿
أسفاً لك إذا جاءك الموت و ما رجعت،✿
ويا حسرة لك إذا دُعيت إلى التوبة فما أجبت ،،✿
كيف تصنع إذا نودي بالرحيل و ما تأهبت ،✿،
ألست الذي بارزت بالكبائر و ما راقبت .✿
أسفاً لعبد كلما كثرت أوزاره قلّ استغفاره ،✿،
و كلما قرب من القبور قوي عنده الفتور.،✿
اذكر اسم من إذا أطعته أفادك ،
و إذا أتيته شاكراً زادك ،،✿
و إذا خدمته أصلح قلبك و فؤادك.✿
أيها الغافل : ما عندك خبر منك !،✿
فما تعرف من نفسك إلا أن تجوع فتأكل ،،✿
و تشبع فتنام ، و تغضب فتخاصم ،،✿
فبم تميزت عن البهائم ! يا من قد وهى شبابه ،
و امتلأ بالزلل كتابه✿
، أما بلغك ان الجلود إذا استشهدت نطقت !،✿
أما علمت أن النار للعصاة خلقت !،✿
إنها لتحرق كل ما يُلقى فيها ،
فتذكر أن التوبة تحجب عنها ،
و الدمعة تطفيها .✿
سلوا القبور عن سكانها ،،✿
و استخبروا اللحود عن قطانها ،،✿
تخبركم بخشونة المضاجع ،،✿
و تُعلمكم أن الحسرة قد ملأت المواضع ،،✿
و المسافر يود لو انه راجع ،فليتعظ الغافل و ليراجع،✿
( التـــــــوبــــــــــــــة )
التوبة كلمة رائعة جدا تشعرك بأنك تفر إلى ملاذ آمن
تشعرك بالطمائنينة..النقاء..الصفاء..البداية..
إنها بداية جديدة لطي صفحات الماضي التي لطالما ازعجنا تذكرها وربما نغص علينا العيش الذي نعيشه احياناً.
كلنا يخطئ ..ويصيب..وكلنا نشتكي من الذنوب..
لكن ماهـــــــو الحـــــــل ؟
أفضل الطرق هو الاستمرار في التوبة والاستغفار وتكرارهما متى ماستطعنا إلى ذلك سبيلا.
ولنبكي على ذنوبنا ..ولنجعل الندم عليها شمعة تضيء لنا بداية جديدة ومشرقة بإذن الله .
وكذلك نغير قناعات من أنفسنا على سبيل المثال:
أنا أتوب وأذنب ..أنا كلما تبت من ذنب رجعت إليه..الخ القناعات التي تواجهنا...
فأقول لك أيهما أفضل أن تتوب من بعد كل ذنب وتستغفر من الذنوب أو ان تستلم للشيطان وتستمر فيما انت عليه وقد يأتيك الموت وأنت على حالك.
ولنجعل شعارنا قوله تبارك وتعالى:
((وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ))
كلمـــــــة أخيــــــــــــــرة:
عندما نفكر بالتوبة ..فلنحول الفكرة إلى تطبيق فعلي مباشر ونتوب ,وننسى الماضي فتذكاره لايضيف شيء إلى رصيدنا ,
بل يكفينا منه وقفة اعتبار,ومن صدق الله صدقه ومن يتق الله يجعل له مخرجا.
┄༻🎀༺┄
'
[ انتهت حملتنا لهذا الاسبوع ]
ووفق الله كل من قرأ هذه الأسطر ونفعه بمافيها واسأله تعالى ان يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويتقبل منا توبتنا
إنه ولي ذلك والقادر عليه.
'
و أسأل الله عز وجل، أن يتوب علينا، وأن يوفقنا إلى التوبة الصادقة النصوح.. إنه سميع قريب .
┄༻🎀༺┄
اعداد روم 🌹
[ مستعدين لخدمة الدين ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق