الأربعاء، 11 مارس 2015

🌟فضل الصمت وحفظ اللسان


أخرج الإمام أحمد والترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - 

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 


قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من صمت نجا)) (أخرجه الترمذي في سننه وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي حديث رقم 2501).

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 



هذه وصية عظيمة قليلة المبنى كبيرة المعنى، ولقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أفصح خلق الله، وأعذبهم كلاماً، وأسرعهم أداءً،

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 


 وأحلاهم منطقاً، حتى إن كلامه ليأخذ بمجامع القلوب ويسبى الأرواح ويشهد له بذلك أعداؤه، 

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 


وكان إذا تكلم بكلام مفصل مبين يعده العاد، ليس بهذ مسرع لا يحفظ، ولا منقطع تخلله السكتات بين أفراد الكلام، بل هديه فيه أكمل الهدي - صلى الله عليه وسلم -.

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 


يقول الإمام أبو حامد الغزالي - رحمه الله -: " إن اللسان من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه الغريبة فإنه صغير جرمه عظيم طاعته وجرمه إذا لا يستبين الكفر والإيمان إلا بشهادة اللسان وهما غاية الطاعة والعصيان،

         ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 


 ثم إنه ما من موجود أو معدوم خالق أو مخلوق متخيل أو معلوم مظنون أو موهوم إلا واللسان يتناوله ويتعرض له بإثبات أو نفي فإن كل ما يتناوله العلم يعرب عنه اللسان إما بحق أو باطل 

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 


ولا شيء إلا والعلم متناول له وهذه خاصية لا توجد في سائر الأعضاء فإن العين لا تصل إلى غير الألوان والصور والآذان لا تصل إلى غير الأصوات واليد لا تصل إلى غير الأجسام وكذا سائر الأعضاء،

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 


وانظروا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبين لنا مكانة هذه النعمة وكيف أن الإنسان قد يحصل من خلالها الخير الكثير،

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 


وقد يحصل أيضاً بسببها الشر العظيم، وذلك حسب استخدام كل إنسان لهذه الجارحة الصغيرة،

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 


فإن استخدمها في الخير عادت عليه بالخير، وإن استخدمها في الشر عادت عليه بالخسران في الدنيا والآخرة.

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 


- فضائل الصمت وحفظ اللسان في السنة النبوية المطهرة:

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 



1- الكلام الطيب سبب من أسباب دخول الجنة: عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها،

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 



 أعدها الله - تعالى -لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام)) (أخرجه الترمذي في سننه وحسنه الألباني في صحيح؛)

(سنن الترمذي حديث رقم 1984).

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 




2- الكلمة الطيبة يكتب الله للعبد بها رضوانه: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله - تعالى -، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه،

          ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 


وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم القيامة))

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 



(أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه الألباني في صحيح الجامع حديث رقم 1619).

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 


قال الإمام المناوي - رحمه الله -: قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى))

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 



أي مما يرضيه ويحبه ((ما يظن أن تبلغ ما بلغت)) ما رضا الله بها عنه ((فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة))

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 



أي بقية عمره حتى يلقاه يوم القيامة فيقبض على الإسلام ولا يعذب في قبره ولا يهان في حشره 

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 


((وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله)) أي مما يغضبه ((ما يظنّ أن تبلغ ما بلغت)) من سخط الله ((فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة)) 

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 


بأن يختم له بالشقاوة ويعذب في قبره ويهان في حشره حتى يلقاه يوم القيامة فيورده النار. 

(التيسير بشرح الجامع الصغير: جـ1 صـ570).

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 



3- الأمر بحفظ اللسان: وعن سفيان بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله، حدثني بأمر أعتصم به قال: (( قل: ربي الله، ثم استقم" 

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 



قلت: يا رسول الله، ما أخوف ما تخاف عليّ؟ فأخذ بلسان نفسه، ثم قال: "هذا)).
(أخرجه الترمذي في سننه وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي حديث رقم 2410).

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 



4-المسلم من سلم الناس من لسانه: وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟ قال: (( من سلم المسلمون من لسانه ويده)).

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 


 (أخرجه الترمذي في سننه وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي حديث رقم 2628).

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 



 قال الإمام المناوي - رحمه الله -: قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((من لسانه ويده)) من التعدّي بأحدهما والمراد من اتصف بذلك مع بقية أركان الدين وخصهما

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 



لأنّ اللسان يعبر به عما في الضمير واليد أكثر مزاولة العمل بها وقدّم اللسان لأكثرية عمله. (التيسير بشرح الجامع الصغير: جـ1صـ378).

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 



5-النجاة في حفظ اللسان: وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله ما النجاة؟ قال: (( أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وأبك على خطيئتك)).

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 



 (أخرجه البيهقي في شعب الإيمان حديث رقم 815 وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب حديث رقم 3331، 2741).

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 


6-ضمان الجنة بحفظ اللسان: وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة)) (رواه البخاري).

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 


 وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا))

 (أخرجه الترمذي في سننه وصححه الألباني)

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 



.
7-وانظروا إلى هذه الوصية العظيمة: عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر،

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 


 فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار، 

         ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 


قال: (( لقد سألت عظيما، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت "

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 





 ثم قال: " ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ النار الماء، وصلاة الرجل من جوف الليل، ثم قرأ تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ جزاء بما كانوا يعملون "

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 


 ثم قال: " ألا أخبرك برأس الأمر، وعموده، وذروة سنامه؟ الجهاد " ثم قال: " ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ "
           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 


 قلت: بلى، فأخذ بلسانه، فقال: " تكف عليك هذا " قلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ 

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 


قال: " ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم في النار، إلا حصائد ألسنتهم؟))

(أخرجه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع حديث رقم 5136).

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 



فاحذر يا أخي هذه الحصائد واحفظ لسانك، ومن حفظ اللسان، أن يحفظ لسانه عن الكذب والغش وقول الزور والنميمة والغيبة وكل قول يبعده من الله - عز وجل -

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 



ويوجب عليه العذاب، فإنه يجب عليه أن يتنزه منه، نسأل الله أن يحفظ علينا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، إنه على كل شيء قدير.

           ﹏﹏﹏⁎ ✿⁎ ﹏﹏﹏ 








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق